تمنّى لو غنّى كل مسلسلات رمضان ويعترف بأنه انتصر على الفقر والغربة
ماجدالمهندس: لا أملك مليون دولار وأعيش فراغاً عاطفياً وراشد الماجد أخجلني.
حقّق الفنان ماجد المهندس حضوراً لافتاً خلال شهر رمضان المبارك حيث شارك
بغناء مقدمة مسلسلين حققا نجاحاً مهماً خلال هذا الموسم: الأول هو «نعم لا»
والثاني هو «وجه آخر». واستغل ماجد فترة تواجده المتواصلة في دبي حيث قام
ببعض النشاطات منها رحلة بحرية مسائية تناول خلالها العشاء مع أصدقائه
وكانت «سيدتي» برفقتهم. كما قام بالمشاركة في عدد من البرامج التلفزيونية
والإذاعية قبيل مغادرته إلى مدينتي أربيل والسليمانية لإحياء حفلات العيد
هناك..
دبي: أسامة ألفا ـ تصوير: سلماس
> رصدناك بجولة بحرية وأنت تقود قارباً، متى تبحر عادة ؟
ـ عندما أحتاج لأن ألحّن أو لتغيير مزاجي، وقبل ذلك عندما أشتاق لأن أرى
البحر من بعيد لأنني لا أجيد السباحة.
> أنت تخاف من السباحة فكيف تبحر، ألا تخاف الغرق؟
ـ وسائل الأمن والحماية موجودة. لذا، لا أخاف من الغرق وأنا على متن
القارب، ولكنني أخاف من السباحة رغم أنني أحب البحر بشكل كبير .
> أبحرت إلى عالم النجومية؟
ـ (مبتسماً) هذا السؤال يجب أن تجيب عنه أنت والجمهور، أنا أشعر أنني مازلت
في البداية ومازال أمامي الكثير لأقدمه. وأعتقد أن هناك صرخات عديدة لم
أطلقها، فمازال هناك الكثير من التطلعات والأفكار والأحلام.
> هل تخاف الغرق في عملك؟
ـ طبعاً أخاف، فالفشل لا يرضى عنه أحد خصوصاً الفنان، التوجّس من الفشل
موجود، ولكن علي أن أقدّم أفضل ما عندي وأن أعمل بجهد مضاعف وأن أدقق
باختياراتي وأنتقي أغنياتي بصدق وأحرص أن يظهر عملي بأفضل صورة والباقي
على رب العالمين.
فشلت عاطفياً
> إذا اعتبرنا «واحشني موت» نقطة تحوّل، فكم مرة شعرت قبلها بالفشل؟
ـ كثيراً ما فشلت قبل «واحشني موت» على المستوى الفني، لقد قدمت الكثير من
التجارب التي لم تلق ترحيباً من الجمهور، وحاولت البحث عن الدعم من عدة
أشخاص ولكنني لم أجده، كما فشلت على المستوى الشخصي والعاطفي كثيراً، ولكنني
راضٍ بالطبع ولله الحمد عن تلك الفترة، ولولا تلك الفترة لما وصلت إلى ما أنا
عليه اليوم، وأتمنى أن يحمل المستقبل تعويضاً عمّا فات.
> رغم أنك تغني اللهجة العراقية إلا أن هناك من يتهمك بأنك خلعت العباءة
العراقية التي قيدتك فترة طويلة، وتقدم اليوم الأغنية العراقية العربية،
هل هذه التوليفة هي حكر عليك؟
ـ هي لم تكن يوماً حكراً على أحد، والدليل أننا تربينا على ناظم الغزالي
وهو الفنان العراقي العربي الذي كان يقيم حفلاته في كل الوطن العربي
وأوروبا، وحتى أجيال اليوم تعرف أغنيات مثل «ميحانة ميحانة»، و«محمد ويا
محمد»، و«طالعة من بيت أبوها» وغيرها الكثير من الأغنيات التي عاشت معنا رغم
صعوبة المفردات العراقية. إن الأغنية العراقية العربية ليست حكراً على أحد
ولكنها امتداد لسعدون جابر وكاظم الساهر، ويبقى الأسلوب الخاص بالفنان،
فأنا مثلاً أطمح لتقديم فن فيه لمسة الحزن العراقية وبكلمة عراقية على أن
تفهم عربياً، فأنا أدرك أن الفن رسالة ولكن لا أوجّهه لشخص معين وإنما أبعد
من ذلك بكثير.
> ذكرت الحزن وهو الطابع الغالب على أغنياتك، فهل هو تعبير عمّا بداخلك؟
ـ عندي بعض أغنيات الفرح ولكنني أعترف أن حزناً كبيراً يسكنني ولا أستطيع
الهروب منه، أتمنى مع مرور الوقت أن أتخلص منه. قد يكون هذا الحزن بسبب
الظروف والتجارب السابقة والإنكسارات الداخلية المتتالية.
> ما هي أكثر الأمور حزناً في حياتك؟
ـ هي ليست أمراً واحداً، فمثلاً منذ أيام وأنا أنقل أثاث منزلي وأثناء ترتيب
أوراقي وجدت بعض الصور القديمة التي آلمتني، لم أبك ولكنني شعرت بالقسوة، ففي
واحدة من تلك الصور كنت أنام على الأرض من دون غطاء ، وأخرى أثناء عملي في
الخياطة، وهناك أشياء كثيرة.>
أين كنت تنام بدون غطاء؟
ـ كنت قد خرجت للتو من العراق، ولم أكن أملك النقود وغلبني النعاس فنمت
على الأرض دون غطاء، وقام شاب من سوريا يدعى أحمد بتصويري وأعطاني الصورة
لاحقاً.
> ماذا كنت تفعل في تلك الفترة؟
ـ كنت أبحث عن عمل.
أهرب من الحب
> هل نفهم أن الفقر كان النقطة الحزينة الأكبر في حياتك؟
ـ الفقر والغربة والإبتعاد عن الأهل ووفاة والدي الذي لم أستطع حضور
جنازته، والكثير من هذه القصص، وإلى اليوم والدتي في القاهرة وأنا مضطر
للعمل والتنقل ولا أستطيع العيش إلى جانبها باستمرار.
> هل تعيش فراغاً عاطفياً؟
ـ إلى حد كبير.
> هل يعقل أن كل هذه النجومية والنجاح وتعيش بدون حب حقيقي؟
ـ قد تكون التجارب السابقة هي التي تمنعني من الوقوع في تجارب جديدة، حقيقة
أشعر أنني أهرب من الحب وأكتفي بالأصدقاء والبيت والسفر. بالفعل، أنا أتمنى
أن أجد الإنسانة التي تحبّني وتعطيني من وقتها لأنني حينها سأضحي من أجلها أيضاً.
> إنتصرت على الفقر وأصبحت ثرياً، سيارة فارهة وبيت جديد...؟
ـ (مقاطعاً) البيت ليس ملكي وإنما هو بالإيجار، ومازلت لا أملك بيتاً.
> ألست قادراً على شراء بيت؟
ـ حقيقة، لا أستطيع، نظراً لغلاء أسعارها فالبيوت أصبحت بالملايين وأنا لا
يكفيني البيت الصغير.
> ألا تملك مليوناً؟
ـ لا، (يضحك)، تقصد مليون دولار أو درهم؟
> مليون دولار؟
ـ عندي مليون معجب ومليون محب وأكثر. وهذا هو الأهم.
> هل تخاف من الحسد؟
ـ لا والله، ولكنني حقيقة لم أنضمّ بعد إلى نادي أصحاب الملايين، ولكن أتمنى في
حوارنا القادم أن أكون كذلك.
> إنتصرت على الفقر، فمتى ستنتصر على الفراغ العاطفي؟
ـ سأعلنها على الملء.
> أليست موجودة حالياً؟
ـ لو كانت موجودة لما عشت في فراغ عاطفي.
> ما هي مواصفاتها؟
ـ لا شروط خاصة لدي. وأنا رجل قبل أن أكون فناناً، أريد إمرأة تدرك طبيعتي
الشرقية أولاً وحالتي الفنية ثانياً.
> هل انتصرت على الغربة بحفلي أربيل والسليمانية؟
ـ أتمنى أن أكون قد انتصرت على الغربة خاصة أنني لم أزر العراق منذ 13 سنة.
أتمنى أن تكون هذه الحفلات بداية العودة إلى العراق وأن تصل من خلالها رسالتنا
التي يجب أن يشارك فيها كل الفنانين العراقيين.
> شاركت في رمضان بغناء مقدمة مسلسلين دفعة واحدة، أليس كثيراً أن تطل
عشرات المرّات خلال شهر؟
ـ كنت أتمنى لو غنيت في كل المسلسلات. عموماً، هذه الأعمال ستعرض خارج رمضان في
أوقات منفصلة عن بعضها. لذلك، وجدت أنه من الجميل أن أتواجد في أعمال عدة
وإن توافق عرضها في رمضان دفعة واحدة.
> راشد الماجد إختارك كأفضل مطرب في أغنيات المسلسلات، فما تعليقك؟
ـ هذا الإنسان دائماً يخجلني بذوقه، فهو سبّاق في فعل الخير والكلمة الطيبة،
فماذا أستطيع أن أقول عنه؟
> لقد حرص على تواجدك في حفل «وناسة»، فكيف تراه أنت؟
ـ راشد أخ بالنسبة لي، وهو أخ حقيقي، وكان لي الشرف أن أثنى عليّ وهي ليست
المرة الأولى، أنا أحبه وأحب صوته. لذلك، لم أتردّد ولو للحظة في تلبية دعوته.
منقووووول
موضوع: ماجدالمهندس: لا أملك مليون دولار وأعيش فراغاً عاطفياً وراشد الماجد أخجلني 
الأربعاء مايو 07, 2008 7:52 pm
