منتديات البغدايون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى لكل العراقيين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لافرق بين البشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

لافرق بين البشر Empty
مُساهمةموضوع: لافرق بين البشر   لافرق بين البشر I_icon_minitimeالجمعة مايو 02, 2008 7:39 pm

جهود المجتمع الدولي في مواجهة التمييز بين البشر
عبدالله بن راشد السنيدي





تدرك البشرية جمعاء أنها من أصل واحد؛ فهي من أب واحد وأم واحدة، ولقد اقتضت إرادة المولى عز وجل ولحكم بالغة أن يكون هناك تفاوت بين الخلق من حيث اللون والجنس والغنى والفقر والصحة والمرض والذكاء والغباء ونحو ذلك، وفي مقدمة هذه الحكم وأهمها هو أن يقوم الإنسان بعبادة ربه الواحد الأحد حيث في ذلك شكر من الذين منحهم الله مزايا الأشياء وصبر من الذين ابتلوا في هذه الدنيا وكل سوف يؤجر على شكره أو صبره.

وعبادة الله لا تقتصر على القيام بالشعائر الدينية فقط بل إنها تشمل التعامل أيضاً، فالدين عبادة ومعاملة، فمن صور التعامل التي سوف تقيد في رصيد المؤمن هي عمارة الكون بالصدق والأمانة والإخلاص، واحترام الآخرين مهما كان جنسهم أو لونهم أو عقيدتهم أو غناهم أو فقرهم.

ومع هذه الفوارق التي تجري بين بني الإنسان إلا أن الله عز وجل لم يجعل أياً من هذه الفوارق سبباً في نيل رضاه وثوابه، إذا لم يصحب ذلك عبادة مخلصة وشكر وصبر، بل جعل المعيار الوحيد للتقرب إليه هو مخافته سبحانه واتباع تعاليمه، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} «13» سورة الحجرات، ولذلك فإن هذه الفوارق ينبغي ألا تكون محلاً للتمييز بين البشر وفي هذا المجال يقول المولى عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} «11» سورة الحجرات، ولو أن البشرية سارت على هذا المنهج الرباني لما حصل تمييز من بعض البشرية ضد بعضها الآخر لأي سبب من الأسباب سالفة الذكر ولسادت العدالة والمحبة والاحترام والتكافل بين الإنسانية، ومع هذا الإدراك البشري لأساس البشرية الواحد، إلا أنه مع الأسف حصل التمييز العنصري مع مرور الأزمان والعصور، وكانت أولى حالات التمييز ما حصل بين ابني آدم عليه السلام {هابيل وقابيل} كما يحدثنا القرآن الكريم {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} «27» سورة المائدة.

وما حصل بعد ذلك من تمييز من بعض الأمم ضد رسل الله الذين اصطفاهم برسالته بحجة الضعف أو الفقر، كما حصل مع نوح وهود وصالح وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم عليهم الصلاة والسلام، حيث أنكرت هذه الأمم رسالة هؤلاء الأنبياء بحجة أنهم ليسوا ملوكاً أو أغنياء، ومن ذلك ما حصل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قومه {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} «31» سورة الزخرف. كما حصل التمييز بين بني الإنسانية العاديين، فالغني يحتقر الفقير، والأبيض يزدري الأسود، والمعافى يبتعد عن المريض، وصور التمييز هذه حصلت أيضاً عند العرب وحصلت من غير العرب للعرب، فقبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام كان عرب الجاهلية يحتقرون غيرهم ممن يعيش بينهم، بل إن الأمر وصل بهم إلى استرقاقهم، كما أن الأمم الأقوى من عرب الجاهلية كفارس والروم كانوا ينظرون لعرب الجاهلية على أنهم ذوو بداوة وغير متحضرين، فلما جاء الإسلام غيّر هذه الصورة السلبية عن العرب بتعاليمه الإنسانية لأنه دين لكل الإنسانية بعد أن رأوا أن هذا الدين يساوي بين أبي بكر وبلال وعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب وصهيب الرومي رضي الله عنهم، والذي كان شعاره.. لا فرق بين عربي أو أعجمي أو بين أبيض وأسود إلا بالتقوى، وقبل ظهور الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود سنة «1139هـ» ظهرت أنواع من التمييز بين سكان الجزيرة العربية بسبب ابتعادهم عن تعاليم الإسلام الصحيحة وانتشار البدعيات والشركيات بينهم وهو ما أدى إلى ظهور النزاعات المستمرة وعمليات السلب والنهب وقطع الطريق، إلا أن هذه الصور من التمييز قد تلاشت بعد ظهور الإمام محمد بن سعود واتفاقه مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب على دعوة الناس للإسلام الحقيقي ونبذ ما يتعارض معه، حيث نجحا في ذلك، إلا أنه عند اختفاء الدولة لظروف معينة تعود تلك الصور السلبية ثم تتلاشى مرة أخرى بعد ظهور الدولة إلى أن استقرت الدولة ببداية تأسيس المملكة سنة 1319هـ على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث اختفت وبشكل نهائي بعد اكتمال التأسيس، حيث بُنيت أنظمة الدولة التي صدرت في تلك المرحلة وبعدها بما فيها النظام الأساسي للحكم على مبادئ المساواة والعدالة بين المواطنين، فقد نص النظام الأساسي للحكم على أن الأسرة هي أساس المجتمع السعودي على اعتبار أن الدولة التي قامت على أساس إسلامي هي بمثابة القبيلة الوحيدة التي ينتسب إليها السعوديون.وعلى المستوى الدولي المعاصر ظهرت صور عديدة للتمييز العنصري كما حصل للمسلمين في الاتحاد السوفييتي قبل انهياره سنة 1991م وفي الهند قبل إنشاء باكستان لتكون موطناً لمسلمي القارة الهندية سنة 1947م، وفي الولايات المتحدة لم يسلم المواطنون الملونون وبالذات الأفارقة الذين جلبوا للولايات المتحدة في القرن الخامس عشر من صور عديدة من التمييز، كما أن كثيراً من مواطني دول إفريقيا أثناء الاستعمار نالوا حظهم من التمييز العنصري، بل إن دولاً مثل روديسيا وجنوب إفريقيا حكمت بعد استقلالها من مواطني الدول المستعمرة إلى أن تحررت من ذلك فيما بعد، وجميعنا يتذكر {نيلسون مانديلا} الذي سجن نحو {25} سنة بسبب كفاحه ضد التمييز العنصري ثم أطلق سراحه فيما بعد وتولى الحكم في بلاده مدة معينة ثم اعتزل العمل السياسي.

من أجل ذلك فقد بذلت جهود على المستوى الدولي للقضاء على التمييز العنصري أو على الأقل التخفيف منه باعتبار أن التمييز يشكل اعتداءً على حقوق الإنسان، هذا ويمكن تلخيص الجهود في الآتي:

- كان من ضمن أهداف إنشاء هيئة الأمم المتحدة سنة 1945م هو تحقيق التعاون الدولي في تعزيز وتشجيع الاحترام لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من دون تمييز على أساس العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين.

- صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948م الذي ورد في مادته الأولى (يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق) وهي عبارة تذكرنا بقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).

- الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري حيث تلتزم الدول بموجب هذه الاتفاقية باتخاذ العديد من الخطوات لحظر التمييز والقضاء عليه وضمان حق كل شخص في المساواة أمام القوانين أو الأنظمة والتصدي لدعاوى الكراهية، ومن ذلك عدم قيامها بطرد أي شخص أو إبعاده أو تسليمه لدولة أخرى إذا كان ذلك يؤدي إلى تعرضه للتعذيب.

- صدور اتفاقية منظمة العمل الدولية التي تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وذلك بإلغاء العمالة القسرية وعمالة الأطفال وتكافؤ الفرص والمساواة في المعاملة ومنع التمييز في الوظائف والمهن وإقرار الهجرة من أجل العمل ووضع حد أدنى للعمل وحماية حقوق العمال.

- تعيين مقرر خاص سنة 1993م معني بالأشكال المعاصرة للتمييز العنصري وكراهية الأجانب كما يحصل ضد السود والعرب والمسلمين في بعض الدول المتقدمة ودول الشرق الأوسط.

- صدور أنظمة إقليمية لمناهضة التمييز العنصري كالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي صدرت سنة 1950م والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان سنة 1998م والاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان سنة 1948م والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان سنة 1981م.إذاً فإن ما ورد في الشرائع السماوية والمواثيق والقواعد الدولية من مبادئ وتعليمات تحظر التمييز العنصري تتطلب من الإنسان أن ينظر ويتعامل بالإنسانية مع أخيه الإنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو نسبه أو غناه وفقره، كما تتطلب من الدول أن تتعامل مع مواطنيها بمنظار واحد بغض النظر عن معتقداتهم أو قومياتهم أو أعراقهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baghdadeon.yoo7.com
 
لافرق بين البشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البغدايون :: منتدى الاديان السماوية-
انتقل الى: